الموصل: الصراع بين التمدن الحضري والتخلف


الصراع بين التمدن الحضري والتخلف

نشر الكراهية بين الشعوب قديم جدا كذلك الصراع بين التمدن والتخلف قديم قدم البشرية اذ كافحت الشعوب للوصول الى التمدن الحضري الذي حول البشرية الى ما هي عليه من تحضر على عدة مستويات و لا يمكن لك أن تبني وتتمدن عمرانيا وحضاريا بينما لم تتقدم وتتمدن سلوكيا واجتماعيا لذا فإن حاجتنا اليوم هي من حاجة صناعة الثقافة وليس من حاجة الإتيان بالثقافة. والفروقات بين التمدن والتخلف واضحة وضوح الشمس ويجب التفريق بين كلمة التمدن والتحضر فحين يقال فلان متمدن اي انه سكن المدن وحين يقال فلان متحضر اي انه اتبع نظاما معقدا من الاخلاق والسلوك والثقافة والفكر. فقد يكون هناك متمدن لا اخلاق له ومقابله بدوي توازي اخلاقه اخلاق المتحضرين فهو متحضر بثقافته وفكره.  ولان المدن مرت بمراحل معقدة من عمليات التمدين تطورت عبر الزمن وتراكم التاريخ والنتاجات الفكرية والمادية صار صعبا على من لا يسكنها ان يشعر بالانتماء لها بسهولة الا بمرور الزمن وهذا ليس من شأنه الانتقاص من البدوي بل لانه يحتاج الانتقال من نظام الى نظام آخر وذلك يتطلب الزمن فاما ينصهر بالتمدن او يرفضه فيعيد انتاج بيئته البدوية داخل المدينة مما يشكل صراع مستمر بينه وبين التمدن. او ينصهر كليا فيعيش حياة المدينة فينتقل ويتطور فكره ويندمج بين ثقافة البدواة وثقافة التحضر ليخرج بنظام جديد يجعله ربما افضل من غيره.

التحضر ليس ضد الريف فالتحضر كما قلت هو نمط السلوك والثقافة اذا كنت تحتكم للقانون وتميل لاحترام الاخر وتحفظ كرامتك وكرامة الاخر فانت متحضر واذا كنت عكس ذلك فانت متخلف.

اما تصنيفات “التمدن والريف والبداوة” فهي ليست تصنيفات اساءة!

ولا يمكنك وضع اللوم على المدينة حين لا تستطيع التأقلم معها فانت من يلام لانك ترفض الانصياع لنظام المدينة بينما للمدينة قوانين تطورت عبر التاريخ وطورت ادوات لحمايتها.

اما كلمة العنصرية التي تطلقونها فهي لا علاقة لها تماما بالصراع بين التحضر والتخلف: العنصرية (أو التمييزالعرقي) ( Racism) هي الاعتقاد بأن هناك فروقًا وعناصر موروثة بطبائع الناس و/أو قدراتهم وعزوها لانتمائهم لجماعة أو لعرق ما – بغض النظر عن كيفية تعريف مفهوم العرق – وبالتالي تبرير معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة بشكل مختلف اجتماعيا وقانونيا.كما يستخدم المصطلح للإشارة إلى الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة معينة من البشر بشكل مختلف ويتم تبرير هذا التمييز بالمعاملة باللجوء إلى التعميمات المبنية على الصور النمطية وباللجوء إلى تلفيقات علمية. وهي كل شعور بالتفوق أو سلوك أو ممارسة أو سياسة تقوم على الإقصاء و التهميش و التمييز بين البشر على أساس اللون أو الانتماء القومي أو العرقي.

فاختر لنفسك اما تكون متحضرا او متخلفا ولا تتهم المدن وسكانها او الريف وسكانه 

ستكون مثقفا ومتحضرا اينما كنت في الريف، الصحراء او المدينة

وربما تكون متخلفا حتى لو كنت في ابهى المدن

توقفوا عن الاساءة للموصل واهلها فهذه مدينة يهابها التاريخ ويتوقف كثيرا عندها!

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s