احب كل العراقيين من شمال العراق الى جنوبه
احب ايضا كل سكان العراق لان اختلافهم وتنوع مصدر قوة لم يستثمرها العراقيون ابدا فقد قدموا تاريخ العراق قطعة واحدة اجبروا فيه السكان على الاعتقاد بوجود مسار ثقافي واحد لذلك نرى ان من يقول بغير ثقافة “العراق” يتهم بالمخالفة و”اللاوطنية” و “المناطقية” لان السياسيات السابقة قدمت تاريخ العراق “كتاريخ واحد” ونشأت عن هذه الفردية في التاريخ كراهيات كثيرة مقيتة حتى صار يخاف المرء اليوم ان يعبر عن انتماءه لثقافته الخاصة التي عاشها ونشأ عليها.
فحين يقول الموصلي انه موصلي تنطلق الاتهامات عليه بانه مناطقي وعنصري وغيرها من الاتهامات التافهة ولكنهم لا يسألون او لا يعرفون معنى التنوع اذ يمكن لك ان تعيش ضمن اطار اكبر مع الحق بالتمتع بثقافة خاصة.
فانا اطرب للفن الحلبي والذوق الحلبي واشعر بالتواصل الكامل معه على خلاف فنون بغداد او مطبخها وهذا ليس بمعيب بل هي الثقافة وجذورها.
لا افقه الغناء البغدادي ولا استسيغه لكني ومثل كثير من الموصليين يشعرون بالتفاهم مع ما يغنيه صباح فخري وهكذا الالوان تختلف والاذواق تختلف وغيرها من التفاصيل الصغيرة لكن المهمة.
حين يقول الشخص انه موصلي لا يعني انه ينفي الاخر غير الموصلي بل هو تمييز ايجابي ينبغي ان يحترمه كل انسان.
انا افهم لغة علاء السيد اكثر من لغة وخطاب بغداد
وكذلك ابن بغداد يفهم لغة محيطه اكثر من لغة الموصل
واللغة هنا اشارة للثقافة والخطاب وليس المعنى الحرفي لها.
احترام الاخر مصدر قوة للانسان اما التخلي عن جذور واصول الثقافة لارضاء الاخرين فهو للاسف تضييع للوقت وتقليل من احترام الاخر.
شاهد فيديو علاء السيد من حلب