مملكة الموصل من رحلة ماركو بولو “وباتجاه الجنوب الشرقي لحدود ارمينيا، توجد مملكة الموصل، انها مملكة عظيمة جدا، ويسكنها خلق من صنوف عدة:اولا: فيها العرب الذين يعبدون محمد (وصف كان منتشر في القرون الوسطى) وفيها المسيحيون النساطرة واليعاقبة الذين يتبعون بطريركا يسمى الجاثليق الذي يعين الاساقفة والرهبان والقسوس والدرجات الكنسية الاخرى. ولا يتبعون روما لانهم يعتقدون انها على خطأ. والجاثليق يرسل مبعوثيه الى الهند (من اكبر اسباب الخلاف بين روما والموصل هم المسيحيون الذين استقروا في الهند) كل الملابس المصنوعة هنا من الحرير ولاذهب ويطلق عليها المسولين صنعت في هذه المملكة، وهؤلاء التجار العظماء الذين يطلق عليهم الموصليون الذين يبيعون منتجاتهم في كل ارجاء الدنيا هم من هذه المملكة.هناك اقوام اخرون هم الذين يعيشون في الجبال ويسمون الكرد وبعضهم مسيحيون لكنهم جيل شرير لانهم يستمتعون بقطع الطرق ونهب التجار.”
ملاحظة: ظل استخدام مصطلح “مملكة الموصل لقرون طويلة وكان عصر ازدهارها على يد لؤلؤ وبقيت الاشارة اليها باسم مملكة الموصل حتى في الوثائق البريطانية التي تعود لبدايات القرن العشرين اذ يرد الاسم في وثيقة بريطانية “السياسة في الجزيرة العربية” والتي تناقش تقسيم المنطقة وتتحدث عن الاهمية الجيوسياسية للموصل فتقول ان مناطق الكرد مهمة ولكن يظل لها امتداد مع العراق. ولكن اي سيطرة حقيقية لا تنجح الا بالسيطرة على الموصل وانهاء دورها كمملكة. كما اوردها ابن خلدون ايضا في مقدمته باسم “مملكة الموصل” وكذا عند شهاب الدين النويري في نهاية الأرب في فنون الأدب وسير اعلام النبلاء للذهبي وعند ابو الفداء صاحب حماة وعند ابن دقماق في نزهة الانام. ومصادر كثيرة تحدثت عنها وهكذا سماها الرحالة الكثيرون الذين زاروها.وانما الاشارة الى انها مملكة الموصل والاشارة الى قاطنيها بالموصليين وردت على الدوام هكذا دون الاشارة للعراق وان وجد تاريخيا فلم تكن الموصل جزءا منه لا جغرافيا ولا سياسيا الى اواخر القرن التاسع عشر.