اذا كان للتاريخ لذة فروح هذه اللذة هو تاريخ الوطن الذي تبسم به ثغور الانسان ويعاين فيه نور الاكوان، والشعور بهذه اللذة هو الذي يبعث في البعض الحرص والرغبة في حفظ ونقل ما يختص باخبار وطنهم. وفي الاخرين جُدّا لتدوين اهم حوادث مسقط رأسهم.
هو هذا الشعور الذي يبعثني على تدوين ما لقيت به عرضا من اخبار الوطن الذي نشأت وربيت فيه وجمعت من تاريخه ما لم اصبر على كتمانه بل عزمت على جمعها في ربائد يسهل على أبناء الوطن والأجانب الوصول اليها وانما هي اقدمها كدليل يرشد الى اكتشاف ما بطن وخفي من هذا الوطن العزيز. والباعث على ذلك قول العمري والموصل دار وطني ومحل انسي وسكني، وقالت الهند: حرمة بلدك عليك مثل حرمة ابويك لان غذاءك منهما وغذاؤهما منها. وكما نقل العمري عن الحكماء واهل الفضل والذكاء: أرض الرجل ظئره، وداره مهده، وفطرة الرجل معجونة بحب الوطن. وكما ان لحاضنتك حق لبنها، كذلك لبلدك حق حرمة وطنها.
أحب بلاد الله ما بين منعج اليّ وسلمى ان يصوب سحابها
بلاد بها نيطت على تمائمي وأول ارض مس جلدي ترابها
عمر