نصان كتبتهما اتغزل بالبصرة

الاول:

16 September 2017

ماذا لو احببت سمراء من البصرة تقرأ للجاحظ؟ وتعلمني كيف انطق الحروف البحرية؟ ان اخذها مثلا الى هه‌ورامان، ثم تنزعج قليلا لانها اعتادت على اكل الصبور مشويا بالكصمول فلا نجده هناك، ان ننزل هي وانا الى اربيل واذكرها ونحن في الطريق بالسياب، فاتغزل بها بطريقة موصلية؟ ان اقول لها مثلا “قبان وجكي” فتضحك بسمرتها الصاخبة وتحاول التخلص من الخجل بان تحدثني عن صبور البصرة مستذكرة كتاب الحيوان للجاحظ واصفا سمك مدينة هذه السمراء : “الصبور والبياح واليواف، هذه الانواع تأتي دجلة البصرة – شط العرب – من اقصى البحار وتستعذب الماء في ذلك الابان. كأنما تتحمض بحلاوة الماء وعذوبته بعد ملوحة البحر، وهي تقبل مرتين في السنة في أشهر معروفة لكل صنف منها أبان” وهذا بحر البصرة والابلة يأتيهم ثلاثة أشهر معلومة معروف من السنة السمك الاسبور، فيعرفون وقت مجيئه وينتظرونه ويعرفون وقت انقطاعه ومجيء غيره، فلا يمكث بهم الحال الا قليلا حتى يقبل السمك من ذلك البحر في ذلك الاوان، فلا يزالون في صيده ثلاثة أشهر معلومة من السنة وذلك في كل سنة مرتين لكل جنس”، ما الذي يمنع ان تكون هذه البصرية السمراء قصيرة؟ القصيرات هنّ الجميلات يشربن بكأس ماء، هذا ما قاله محمود درويش، ان اعيش مع هذه القصيرة البصرية انا الموصلي الضائع الذي يبحث عن تذكرة لشخصين يكتب عليها : “هذه بطاقة ابدية”.
ما الذي يمنع ان اظهر لها حبي متغزلا بالبصرة؟ ان تقول هي لي انا موصلية تبعت موصليا، فاقول ويحك جئتك بك الموصل لانك البصرة! ان تكون عيونها واسعة مثل شط العرب، وشفاهها مالحة مثل اهوار الجنوب، وابتسامتها عذبة مثل دجلة، وخصرها مثل نخلة عتيقة، ان يكون وجهها مثل دجلة الموصل حين تشرق الشمس عليه! ان تشارك قلبي معها حب الموصل؟
ان اسميها البصرية السمراء!
ما الذي يمنع ان نعيش سوية بلا صخب الحروب؟
ان لا تموت احلامي قبل ان تتحقق!
ان اغني في البصرة يردلي؟
وفي جمجمال اغني لها بالفارسية
که عشق آسان نمود اول ولى افتاد مشکله

به بوى نافه اى كاخر صبا زان طره بگشايد
زتاب جعد مشكينش كه خون افتاد در دلها

مرا در منزل جانان چه امن عيش چون هر دم
جرس فرياد مى‌ دارد که بربنديد محملها

: الثاني

4 June 2017

#خل_نتصافى من الموصل الى البصرة، يعرف الموصليون ومثلهم البصريون ان هناك – رغم بعد المسافة – نقاط التقاء كبيرة بين حاضرتين شهدت التاريخ اكثر من غيرها، الموصل والبصرة، فرحت كثيرا بزيارة امين مقداد وفريقه تركيب الى Basra وتذكرت هذا النص الذي كتبته، هو في الحقيقة وصف للموصل مثلما هو وصف للبصرة، فكلما صارت البصرة اكثر تقدما لحقتها اختها الموصل.
لست اعرف الكثير عن البصرة، ومازرتها يوما، وكان دائما في قلبي شغف لزيارتها، ولا اعرف هل سيحدث ان ازورها في القادم من الايام ام لا، سمعت الكثير عنها، عن سكانها وطيبهم، عن الكورنيش فيها، عن شجرة آدم، عن شوارعها : شارع الكويت، شارع الاستقلال، شارع الجزائر، سوق السمك في العشار، اطلال بيت السياب، مرقد الحسن البصري، جزيرة السندباد، دير راهبات التقدمة اللاتينيين في 14 تموز، البصرة التي ولدت ابن الهيثم، والماوردي، وابي الاسود الدؤلي، والجاحظ، وابن المقفع، والفراهيدي،وبشار بن برد،فؤاد سالم واخوان الصفا،و بصرة المعتزلة، وتطول القائمة ولا تنتهي.
انه ليحزنني انا الموصلي ان اسمع ما يجري في البصرة من ضياع لمدنيتها في صراعات قبلية تحاول ان تقضي على آخر ثغور العراق، ان يرتفع فيها صوت اللاقانون، كيف للبصرة التي نشأ فيها اخوان الصفا ان ينتهي بها المطاف الى فوضى؟
وانا الموصلي اقول، #لو_كنتُ_بصريا ولدي كل هذا في البصرة لفعلت الاتي :
1- اقيم تجمعات شبابية مدنية تقوم على ادارة جوانب المدينة الخدمية ومساعدة البلدية في تجميلها وتحويلها الى قبلة للزائرين.
2- اجمع النحاتين واطلب منهم بناء تماثيل لرموز بصرية واوزعها في المدينة.
3- اؤسس لاقليم البصرة الاقتصادي، واسعى لخصخصة اقتصادها وتحويله الى اقتصاد متين عبر الاعتماد على الشركات الخاصة في تطوير البنى التحتية للمدينة.
4- اطور الزراعة وادعمها عبر الشركات الخاصة.
5- ابنى مجالس محلية للشباب تنوب عن المجالس البلدية في المدينة، وامنحها مخصصات توفر لهم القدرة على بناء المدنية باساليب حديثة.
6- ارسم خطة عشرية لبصرة خالية من السلاح.
7- ارسم خطط لبصرة عاصمة للثقافة العربية والاقليمية.
8- اربط جامعتها مع جامعات دولية لتدعيم التعليم الجامعي فيها والابداع.
9- اعمل على اعادة البصرة كشريان حيوي للتجارة الدولية، واقوم بتأهيل موانئها.
هذه لعلها تكون احلام بالنسبة لكم، ولكن هكذا تنشأ الحضارات، لاننا نحن من يصنعها، وليس غيرنا.
انظروا لحالنا نحن في الموصل، فرطنا في المدينة، وكانت النتيجة داعش، فلا تفرطوا في بصرتكم فتقتلونا مرتين، مرة في الموصل، وأخرى في البصرة.