استمرارية التاريخ : الخطورة في توقف النقد


 

التاريخ الذي تداخل بشكل مباشر مع حياتنا وحياة المجتمعات السابقة ومايزال يتمتع بالاستمرارية، هو تاريخ بحاجة للنقد المستمر، لانه تحول نتيجة الخوف من التعامل معه، ونتيجة فرض السلطة لسطوتها على التاريخ الى اداة فاعلة في تغيير انماط الحياة، وفرض اشكال خاصة بالمستولين على التاريخ قسرا، لذلك فان نقده واجب انساني واخلاقي، مهما كان هذا التاريخ ومهما كانت سطوته، نقده واعادة قرائته لأجل تحسين نمط الحياة اليومية بابسط اشكالها في المجتمعات، قيمة التاريخ وخطورته تكمن في تشكيل وعي الجمهور دون ان يكون للجمهور ارادة في التصدي لهذا الوعي او حتى استيعابه او فهمه.
ولأن التاريخ الاسلامي هو اكثر ما يلامس حياتنا اليومية، فان قيمة الفكر والمعرفة التي اصبحت مفرغة من قيمتها، بحاجة الى اعادة قراءة، واعادة تحديد وجهاتها، واغراضها، ما الغاية من قراءة التاريخ الاسلامي المبكر؟ لمجرد الطعن فيه؟ ام من أجل غاية؟ هي “تحسين الحياة”؟

اقول هذا لان الكثيرين يستفزهم من ينقد التراث الاسلامي بكل محتواه، القرآن، الحديث، الاقوال، النصوص التاريخية وغيرها من الوثائق، ويعتبرون ناقدها عميلا لاسرائيل وامريكا والصهيونية والماسونية وغيرها من التسميات، اما هم غير قادرين على تحمل عبء المراجعة التاريخية، او انهم مستمتعون بهذا التراث لما فيه من سلطة، او انهم عاملون كجزء من السلطة ذاتها لتحديد مسار التاريخ في اتجاه واحد.

اناقش غدا حادثة سحر النبي، وعجزه الجنسي والفكري لمدة 6 اشهر، من خلال روايات اسلامية، وليست روايات مسيحية او يهودية، ونقد ما تعرض بالاتهام لوضع اليهود لسحر النبي، وتوضيح معامل هذا السحر، وآثاره على حياة النبي.

قد يقول قائل : تعرض النبي للسحر، ثم ماذا؟
اقول : ان النبي هو المشرع للاسلام، وهو الصورة المقابلة للسلام في مخيلة المسلمني، تعرضه لمشكلة في الفكر تعني تعرض المنظومة التشريعية كلها للخلل، ما يعني ان آخر انسان مسلم سيتعرض لهذا الخلل، لانه يتمتع “بالاستمرارية” وهنا خطورة النص الاسلامي.

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s