نصوص الإسلام المبكر يلفها الغموض، محاولة فهمها ضمن السياق المقدس لها يمنع من استيعاب ظروف البيئة التاريخية للاسلام في بواكيره، وانا احاول ان اقرأ في نصوص الاسلام المبكر أجد حوادث وشخصيات غامضة، ليس من السهل فهمها بالسياق المقدس.
شخصية مثل دحية الكلبي، شخصية غامضة تستدعي قراءة متعمقة.
من هو دحية الكلبي؟
هو دحية بن خليفة الكلبي، تاجر مرموق في عصره، يتقن الارامية والسريانية والرومية، صاحب النفوذ الكبير في علاقته مع النبي، هو صحابي، كان الوحيد الذي يدخل الى النبي بلا استئذان ويطيل الجلوس معه، حتى ان عائشة استغربت من السماح له بالدخول بحرية، حتى انها تساءلت ان ابا بكر لا يدخل الا باستئذان بينما دحية يدخل بحرية ويطيل المكوث؟
لشدة جمال دحية، كان جبريل ينزل على صورته، وتكرر عائشة التساؤل : كلما دخلت عند الرسول وجدت عنده دحية، فاذا سألته من هذا؟ قال جبريل ينزل على صورته، لكنها تقول يا رسول الله ما ارى الا دحية الكلبي!
دحية حين دخل المدينة تجمعت كل النساء لرؤيته لشدة جماله!
كان النبي يخطط للزواج (سياسيا) من ابنة اخت دحية، لكن وفاتها حالت دون ذلك.
كان دحية يتنقل بحرية بين الشام والجزيرة، وهو ناقل رسالة النبي الى هرقل، وفاته غامضة، لا يعرف أ مات بالجذام الذي انتشر في الشام، ام انه مات في مصر.
كان لدحية معرفة جغرافية واسعة بالشام، ويعتقد انه كان جاسوسا لدى النبي في الشام والجزيرة.
واحدة من المرات التي نزل فيها جبريل على صورة دحية كانت بعد نهاية معركة الأحزاب، تقول عائشة ان النبي دخل ليغتسل فجاءه جبريل يسأله “أوضعتم السلاح”؟ يعني هل انتهت الحرب؟ اجابه النبي : لن نضع اسلحتنا قبل ان نقضي على بني قريظة، عائشة استرقت النظر من الباب ورأت جبريل عاصب الرأس من الغبار، هذا ما يرويه احمد في مسنده.
والحديث برواية أخرى ان جبريل (بصورة دحية) كان عليه غبار من المعركة.
وبمرة أخرى، رأت عائشة رجل على فرس بمخدعها والنبي يناجيه، فسألت النبي من هذا الذي تناجي؟ فقال جبريل، قلت لكنه دحية يا رسول الله، فاجابها انه ينزل على صورة دحية.
ورأى الصحابة رجلا على بغلة في طريقه الى بني قريظة، فسالهم النبي أمر بكم رجل قبل قليل؟ فقالوا له نعم رأينا دحية الكلبي على بغلته راكب الى بني قريظة، فاجابهم انه جبريل.
كان نزول جبريل على شكل دحية مقترن بمرحلة التشريع الاسلامي ونزول القرآن.
أُرسِلَ دحية الى الشام واختفى هناك، ولا تذكر المصادر التاريخية طريقة “مقتله” او “وفاته.