الخطاب والتلقي المتطرف لظاهرة الاستشراق في الفكر الاسلامي
– عمر جاسم
يرى سيد قطب ( في كتابه : في التاريخ، فكرة ومنهاج) ان الغرب اوجد الاستشراق الغربي من اجل اعادة كتابة التاريخ الاسلامي بشكل ملائم لعقلية ومصالح الغرب الاستعماري، وجعل اوربا المركز التاريخي للحضارة، بينما اعتبر (الغرب) الحضارات الاخرى تابعة لذلك المركز حتى عندما كانت اوربا في حالة تخلف في القرون الوسطى، فالسيطرة السياسية ادت الى سيطرة فكرية.
الا ان العالم الاسلامي غير قادر على التخلص من هذه السيطرة الفكرية الغربية من دون التخلص من السيطرة السياسية الغربية، كما يرى قطب ، فالغرب ابتلع المسلمين افرادا وجماعات، وقسم عالمهم الى دول متفرقة، واوجد في كل دولة طابورا خامسا، او اقلية متحالفة مع الغرب ومصالحه على حساب مصالح الشعوب الاسلامية.
ويكرر قطب مرة أخرى تأسيسه للفكر المتطرف الذي نشأت عنه اغلب الجماعات المتطرفة، وقامت عليها مباني فكرهم : ان الغرب الحديث قد دمر العالم الاسلامي بشكل غير مسبوق في التاريخ، ولا حتى من قبل التتر والصليبيين، والاكثر من هذا، فان المعسكر الشرقي الذي زعم ان لا دين له مازالت تتحكم فيه مصالح الامبراطورية الروسية، وبينما كان تعداد المسلمين حوالي 42 مليونا نقص العدد تحت الحكم الماركسي الذي دام حوالي ثلاثين عاما الى 26 مليونا.
ويعتبر قطب ان روح الصليبية ما زالت حية في تعالم الغرب مع العالم الاسلامي، ويبرهن على ذلك حين يقتبس قولا للجنرال الفرنسي كاترو عند دخوله القدس عام 1941 “ان احفاد الصليبيين قد عادوا لحكم الاراضي المقدسة” ، ويستدل قطب من هذا القول على ان هذه هي روح اوربا.
لقد أسس هذا الخطاب فكرا متطرفا نعيش اليوم نتائجه في العالم الاسلامي، ويظهر للعيان، فبات نقد اصول مباني الفكر الاسلامية ضرورة لا مفر منها، من أجل اعادة قراءة متأنية لانهاء اي فكرة من شأنها اعادة احياء التطرف او استمراره، لان مكافحة التطرف ليست بقوة السلاح، بل هي في تجفيف منابعه التاريخية والدينية.
– عمر جاسم
يرى سيد قطب ( في كتابه : في التاريخ، فكرة ومنهاج) ان الغرب اوجد الاستشراق الغربي من اجل اعادة كتابة التاريخ الاسلامي بشكل ملائم لعقلية ومصالح الغرب الاستعماري، وجعل اوربا المركز التاريخي للحضارة، بينما اعتبر (الغرب) الحضارات الاخرى تابعة لذلك المركز حتى عندما كانت اوربا في حالة تخلف في القرون الوسطى، فالسيطرة السياسية ادت الى سيطرة فكرية.
الا ان العالم الاسلامي غير قادر على التخلص من هذه السيطرة الفكرية الغربية من دون التخلص من السيطرة السياسية الغربية، كما يرى قطب ، فالغرب ابتلع المسلمين افرادا وجماعات، وقسم عالمهم الى دول متفرقة، واوجد في كل دولة طابورا خامسا، او اقلية متحالفة مع الغرب ومصالحه على حساب مصالح الشعوب الاسلامية.
ويكرر قطب مرة أخرى تأسيسه للفكر المتطرف الذي نشأت عنه اغلب الجماعات المتطرفة، وقامت عليها مباني فكرهم : ان الغرب الحديث قد دمر العالم الاسلامي بشكل غير مسبوق في التاريخ، ولا حتى من قبل التتر والصليبيين، والاكثر من هذا، فان المعسكر الشرقي الذي زعم ان لا دين له مازالت تتحكم فيه مصالح الامبراطورية الروسية، وبينما كان تعداد المسلمين حوالي 42 مليونا نقص العدد تحت الحكم الماركسي الذي دام حوالي ثلاثين عاما الى 26 مليونا.
ويعتبر قطب ان روح الصليبية ما زالت حية في تعالم الغرب مع العالم الاسلامي، ويبرهن على ذلك حين يقتبس قولا للجنرال الفرنسي كاترو عند دخوله القدس عام 1941 “ان احفاد الصليبيين قد عادوا لحكم الاراضي المقدسة” ، ويستدل قطب من هذا القول على ان هذه هي روح اوربا.
لقد أسس هذا الخطاب فكرا متطرفا نعيش اليوم نتائجه في العالم الاسلامي، ويظهر للعيان، فبات نقد اصول مباني الفكر الاسلامية ضرورة لا مفر منها، من أجل اعادة قراءة متأنية لانهاء اي فكرة من شأنها اعادة احياء التطرف او استمراره، لان مكافحة التطرف ليست بقوة السلاح، بل هي في تجفيف منابعه التاريخية والدينية.