التاريخ بوصفه عائق امام التقدم والتعايش السلمي


التاريخ بوصفه عائق امام التقدم والتعايش السلمي

 

يستغرب الكثيرون ممن يدعون الى التعايش السلمي في العراق من عدم امكانية ايجاد الحلول الناجعة للوصول الى تلاؤم يضمن للجميع العيش في أمن وسلام، باعتبارهم يعيشون على أرض واحدة تمنح حدودها لكل الساكنين خلفها.

لكنهم يظلون يبحثون في النتائج دون الاسباب، ولهذا يصدمون فيتوقف بعضهم عن البحث وينهار آخرين، وينحرف عن مسار التعايش السلمي كثير منهم، والاخطر هو انحسارهم نحو “اللاجدوى” المفرطة التي تجعلهم ينكرون اي رغبة في المحاولة.

ان الحقيقة الكامنة وراء ذلك، هي جهل الكثيرين بان التاريخ في مخيلة العراقي حاضر بصورة لا مثيل لها، يمكن لطفل بعمر السادسة ان يستحضر التاريخ بسهولة بالغة، وعلى اساس هذا الاستحضار يتم الحكم، فتتفلت عرى اية محاولة لبناء قاعدة رصينة لنشوء الاطفال في بيئة خالية من عمليات التاريخ الغابرة.

وما يجعل التاريخ بهذه السطوة على مركز الحكم في العقل العراقي، هو اندماج الدين مع التاريخ وصلته الوثيقة والصلبة، فالتاريخ يستلهم ويستنبط احداثه من المرويات الدينية، رغم ان الكتب السماوية للاديان في العراق، لا تعتبر حقلا تاريخيا، لكنها تؤدي دور الشاهد التاريخي الذي لا يمكن الشك او التفكير او حتى اعادة النظر فيه.

فهو اي – الدين – يؤدي دور النائب عن الحاكم الذاتي، فما يمكنك ان تطلقه من احكام، لن ينبغ من ذاتك، بل هو من الاستحضار المزدوج للتاريخ والدين.

ويمكن فقط انهاء هذا الزواج بين الدين والتاريخ، عبر فرض العلمانية قسرا، لان المجتمعات ليس في وسعها ان تقرر مصيرها دون ان يكون هناك قائد يفرض عليها وعيها، وهنا لا اقصد القائد بمعنى الشخص، بل الفكرة، فقوة الافكار يمكنها ان تحطم مسلمات ورواسب التاريخ والماضي. وتفعيل قراءة جديدة للدراسات التاريخية وطريقة التعاطي مع الدراسات التاريخية، وماهية هذه الدراسات، وتحدديها باطار معين، للحد من جعل التاريخ والماضي حاضرا، فالتاريخ وجد لفهم المستقبل.

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s