المغالطات المنطقية حول التاريخ والوهم المعرفي
مما يواجه مدرسي التاريخ من صعوبات وتحديات، هو ان الطلاب يظنون انهم يعرفون كل شيء عن التاريخ وأنهم قد فهموا الماضي بصورة كاملة، فإذا قمت باختبار الطلاب حول الأحداث التاريخية الغابرة ستجد الكثير من الردود المثيرة للاهتمام في الفصول الدراسية، وعلى سبيل المثال، حين تقوم بتدريس الطلاب عن حدث تاريخي معين كانهيار الدولة العثمانية مثلا، ستجد بعضهم لا يصدق الادلة ويميلون الى الظن بانهم يعرفون خلاف ما تعرفه.
وهم عادة، يتجهون نحو أدلة مغلوطة منطقياً، يخلقوها بأنفسهم ويصدقوها بعد استنتاجات منطقية نتيجة القراءة المغلوطة، وهذه الأنواع من الخبرات تخلق التوتر في عقول الطلبة بين المألوف و الغريب، ويصعب جدا الوصول الى الصواب، ونحن لا نريد زعزعة افتراضاتهم عن الماضي دون وضع بديل، ليحل محل تلك الحجج الزائفة، وإبعادهم عن فكرة اما ان يكون التاريخ غريبا جدا او مستحيل فهمه.
واذا اجبر الطلاب على التعامل مع الادلة التاريخية، وفق الشروط التاريخية، وليس وفق نمطية التحليل التي يحملها الطلبة، سيبدأ التشكيك حينها وسيعملون عقلهم في فهم الادلة التاريخية دون الرجوع الى المغالطات التاريخية ، ويقترح برتولد بريخت كتابة التاريخ بصورة الدراما، لان هذا من شأنه كسر الصور النمطية الراسخة عن التاريخ، ومن ثم طرد ” المألوف المغلوط”.