– عمر جاسم
يطرح برنارد لويس في كتابه The Crisis of Islam: Holy War and Unholy Terror أزمة الاسلام : الحرب المقدسة، والارهاب اللامقدس. يطرح برنارد لويس في كتابه The Crisis of Islam: Holy War and Unholy Terror أزمة الاسلام : الحرب المقدسة، والارهاب اللامقدس.
أحدى أهم واكبر واخطر المشاكل التي تعيق أي تواصل حضاري مستقبلي او راهن بين الشرق والغرب، تلك هي مشكلة” الاستحضار الفوري للتاريخ” ، فالمسلم والشرقي يمكنه بكل سهولة استحضار الاحداث التاريخية البارزة في تاريخ الاسلام وتاريخ الصراع بين الاسلام والمسيحية، بين الاسلام والكفار، دون الحاجة لان يكون دارسا اكاديميا او متبحرا في التاريخ على عكس الغربي الذي على حد وصف برنارد لويس فان المجتمع الغربي يعاني من ضعف الاهتمام بمادة التاريخ سواء بالمدارس او المجتمع العام او حتى الجامعات.
وهذا الشرخ الكبير بين المنظورين، يؤدي، بطريقة أو بأخرى لانتاج نسخ للتاريخ لا يمكن معها قيام اي حوار او تقبل للآخر، فهل نلوم الغربي الذي يعتبر التاريخ مجرد تاريخ؟ ام نلوم الشرقي الذي يعيش التاريخ حاضرا وماضيا؟
ونتج كذلك عن هذه الثنائية المتناقضة في النظر الى التاريخ، الى نشوء جيل استطاعت المدارس المتطرفة في قراءة التاريخ الى استقطابهم بكل سهولة، فلا يمكن ان تتم مسامحة اوربا المسيحية على فعلتها في الاندلس، ولا يمكن مسامحة الغرب الكافر على فعلته تجاه الدولة العثمانية واسقاط الخلافة.
واذا اراد الشرقي الاستئناس في التاريخ، فيكفي ان يتذكر مآثر خالد بن الوليد، وفتح العرب للاندلس والانتشار الاسلامي في اقطاب الأرض، لكن الامر لا يكتفي عند هذا الحد، بل يجري الى ما هو أخطر منه، بان الارض لا بد ان تعود الى حكم الخلافة، استنادا الى تاريخ النبوة والاستحضار المباشر واللامباشر لفكرة الخلافة بين طيات الكتب المدرسية و الاكاديمية وغيرها من الكتب.
وعلى الجانب الاوربي والغربي، فان ما يثير المخاوف الخطيرة في المجتمعات الاوربية التي تحتضن جاليات مسلمة باعداد كبيرة جدا، هو سؤال يثير مخاوفهم دائما : ماذا لو امتلك المسلمون الاغلبية في البرلمانات الاوربية؟ ماذا سيحدث حينها؟
وهنا تعود مسؤولية استحضار التاريخ على ثقافة الشرق التي تؤثر حتى في من يعيشون في مجتمعات متقدمة، هل سيبقى هذا الانسان الذي عاش سنينا طويلة في اوربا على ذات النسق الاجتماعي والنظام الاخلاقي الاوربي؟ ام انه سيتحول الى مسلم مؤمن بضرورة اقامة الخلافة؟