بعض الاسباب التي توجب عليكم زيارة نينوى – الموصل
نينوى ܢܝܢܘܐ ام الربيعين الموصل الحدباء سلة خبز العراق.
يقول ياقوت الحموي:
” وكثيرا ما سمعتُ ان بلاد الدنيا العظام ثلاثة: نيسابور لأنها باب الشرق، ودمشق لأنها باب الغرب، والموصل لأن القاصد الى الجهتين قل ما لا يمرُ بها”.
لعلكم تعرفون ما تحتويه هذه المدينة من من آثار قل نظيرها في أي مكان في العالم، فاذا كنت راغبا في السياحة التاريخية، او كنت مستثمرا، او كنت متدينا، او هاوٍ، فليس لك مكان افضل من الموصل لتزوره.
الموصل احدى أهم المدن القديمة التي نشأت على ضفاف دجلة في بلاد الرافدين، ثرية بمواردها الطبيعية، تربتها الخصبة وجودة مناخها، استراتيجية موقعها الحيوي المطل على خطوط التجارة وقوافلها، غنية بتنوع أناسها وثقافاتهم، عاشت في ظل الامبراطورية الآشورية، أقوى امبراطوريات الشرق القديم، وأسهمت بعطائها ما شاءت لها القدرة وما كتب لها البقاء.
اولا: التاريخ: تحتضن الموصل تراثا تاريخيا ضاربة جذوره في التاريخ، وقل ما تجد ديانة شرقية ليس فيها ذاكرة هناك، فالتوارة تنتعش ذاكرتها حين تمر في نينوى، والانجيل يمتلك معجما حيا لها، وسميت سورة كاملة في القران عن نبي عاش فيها وامتدح أهلها. لا تجد مدينة كهذه، ولا تزال تركيا تنام مؤرقة وهي تداعب أحلامها في الموصل، وانكلترا التي أنشأت أسس التاريخ الحديث للموصل، لما تزل تحلم بالعودة يوما اليها.
الموصل، مركز التجارة القديمة والحديث، ولا تقدم هذه المدينة سوى الذكريات العظيمة، فهي أرض اول الحضارات، وموطيء قدم لأعظم أحداث التاريخ، وصروحها الحضارية قد شيدت في زمن كانت فيه بلدان الأرض الاخرى تتهاوى في البربرية.
ثانيا- المجتمع : تركيبة عجيبة فريدة من نوعها، شكلها التاريخ بتناغم فريد هو الاخر، فتجد فيها المسيحي والايزيدي والمسلم، والتركماني والشبكي والكردي والعربي يعيشون كلهم في دائرة واحدة، يكمل أحدهم الآخر، وتجد فيها اللهجات المتعددة والأفكار المتقدة، وقلما تمر في حي من احياءها ولا تجد كنيسة تجاور المسجد، ولا تجد بيتا كرديا او عربيا الا وكان ثالثهما التركماني، وما مررت بسوق الا وسمعت عدد من اللهجات تطرب لها الآذان.
ثالثا : الاقتصاد :
تقول سارة شيلدز في بحث لها عن تجارة الموصل :
“خلال القرن التاسع عشر تكيف اقتصاد الموصل وفقا للظروف الاقتصادية المتغيرة عندما وصل التأثير الأوربي الى قلب الأراضي العثمانية، غير أن مؤثرات التوغل الاقتصادي الاوربي لم يكن بالامكان التنبؤ به بدقة من قبل نموذج يعزى الى سلطة أوربا عن آليات تحول اقتصادي عثماني، تأثيرات اوربية فسرت وجرى التفاعل معها من قبل سكان الموصل، الذين صفوا وكيفوا القوى الجديدة للتغيير بطرق متناغمة مع الحاجات وظروف تجربتهم الخاصة، هكذا عندما لا يكون هناك موضع للجدل من ان الاقتصاد الاوربي أثر على تغيير اقتصادي عثماني، فان تجربة موصل القرن التاسع عشر تنم عن ان التحول لم يحدث هكذا فقط للسكان العثمانيين، بدلا من ذلك، يجب علينا ان ننظر الى أنشطة التجار، القرويين، البدو، وحكومات الشرق الأوسط التي أحدثت التحولات الفعلية لكي نفهم الخطوط التكوينية ونسيج التطور الاقتصادي” والنص نقلا عن كتاب دراسات في تاريخ الموصل في القرنين التاسع عشر والعشرين. الذي ترجمه الدكتور يحيى صديق يحيى.
تعتبر الموصل القلب النابض للتجارة القديمة والحديثة والمعاصرة، فهي طريق رابط بين تركيا وايران وسوريا وجنوب ووسط العراق باتجاه الخليج، وبهذا تربط القارات القديمة فيما بينها آسيا وافريقيا، ويرقد نهرها العظيم دجلة كالشريان في جسد المساحات الزراعية التي تمتد كلما اتسعت ببصرك. وبهذا توفر استثمارا صناعيا وزراعيا وتجاريا يمنح أي راغب في الثراء من أن يعيش حياته دون ان يقلق من الفاقة. وقد سميت الى وقت قريب بــ “سلة خبز العراق” لما تنتجه من محاصيل زراعية كانت كفيلة بان تعطي العراق اكتفائه من المنتوج الزراعي، ففيها الفلاحين الذي يعبدون الأرض.اضافة الى ان هذه المدينة تنام على حقول نفطية ما تزال تمنح العراق نصف ثرائه.
رابعا : السياحة: الى وقت ليس بالبعيد، كان أهل العراق جميعا، تلتفت أنظارهم اذا ما أرادوا الاسترخاء والهدوء والاستشفاء. ففيها حمام العليل، الذي يشفي كل داء، وفيها عين كبريت على نهر دجلة، وفيها النمرود ينام قرير العين على كنوز من الاثار، وفيها البوابات التاريخية كبوابة نركال وبوابة المشكى(المسقى) والنبي يونس والنبي دانيال والنبي جرجيس وكنيسة الربان هرمزد في ألقوش وفيها كنيسة الدومنيك في منطقة الساعة وفيها أول مسجد بني في تاريخ الاسلام في العراق “جامع مصفي الذهب” في منطقة الميدان، وفيها باب شديد وباب لكش وباب الطوب التي شهدت الأحداث التاريخية المعاصرة منذ زمن الملكية وحتى اواخر عهود الجمهورية الثانية، وفيها الشرقاط “أشر كاتو” بوابة آشور الشرقية، وفيها منطقة الغابات ومدينة الألعاب، وسور نينوى الأثري وسور نينوى التراثي، ومعسكرات قديمة للأنكليز، ومدارس الاليانس الفرنسية ومنطقة حاوي الكنيسة الذي يحتضن كنيسة المار ميخائيل وفيها جبل مقلوب في سنجار الذي يحتضن ايضا كنيسة قديمة. وفيها منارة الحدباء التي بناها نور الدين زنكي في جامع النوري وفيها من الحارات القديمة التي تمنح محترفي التصوير لحظات لن يعيشوا مثلها في مكان آخر : محي الميدان والسرجخانة وسوق السراي. وقلعة باشطابيا وبعشيقة مدينة الزيتون. كنيسة مار توما و دير النصر {القلب الاقدس }و دير ومدرسة ام المعونة وكنيسة القديسة مسكنتة و كنيسة روح القدس للكلدان (السفينة) وكنيسة ودير ماركوركيس ودير متي وكنيسة مار يوسف للكلدان ومدينة الحضر مدينة الشمس.
ان محاولة بسيطة من مجموعة باحثين لتحويل الجغرافية التوراتية والانجيلية الى واقع تفاعلي لمدينة الموصل، سيوفر لهذه المدينة ثراء معرفي منقطع النظير.
وفوق كل هذا فهي المدينة الوحيدة التي لها ربيعان، فهي ام الربيعين.
بعض المواقع المهمة التي ترغبون بزيارتها للوقوف على جغرافية واقتصاد وسياسة نينوى :
http://alhasso.com/index.htm
http://ninava-explorer.com/index.php
http://www.ninava.gov.iq/
مع الحب لنينوى – عمر