ربيع العالم العربي ومهرجانات القراءة


ربيع الاقتصاد والقراءة : مداخلات العالم العربي، عمر جاسم

العالم الإسلامي برمته – تقريبا – مبتلى بالفقر و الطغيان و الجهل، يعزو المشكلتين كلتيهما – لا سيما ذوي الغرض في أبعاد الانتباه عنهم – إلى أمريكا ، ويردون أولى المشكلتين إلى الهيمنة و الاستغلال الاقتصادي و الأمريكي الذي يستتر اليوم بالعولمة المهلهلة، فيما تعزى ثانيتهما إلى الدعم الأمريكي لما يسمى الطغاة المسلمين الذين يخدمون أغراضها.

أصبحت العولمة موضوعة كبرى في وسائل الإعلام العربي و يكاد يرتبط ذكرها مع التغلغل الاقتصادي الأمريكي – يغذي الوضع اقتصاديا0 الذي يتفاقم بؤسه في معظم البلدان الإسلامية، لا بالمقارنة مع الغرب حسب، بل ومع اقتصادات شرق آسيا سريعة النهوض – خيبات الأمل هذه، تؤشر مكانة أمريكا الاتجاه الذي ينبغي للوم و العداء الناجم أن يتخذه.

يؤدي تدني الإنتاجية وارتفاع معدلات الولادة في الشرق الأوسط إلى خليط غير مستقر مع الازدياد المضطرد للعاطلين عن العمل وغير المتعلمين والشباب المحبط، وفقا لكل مؤشرات الأمم المتحدة و البنك الدولي و المرجعيات الأخرى تتخلف الدول العربية في مسائل مثل : خلق فرص العمل والتعليم و التكنولوجيا والإنتاجية عن الغرب تخلفا كبيرا، الأسوأ من ذلك أن الأمة العربية تتخلف عن احدث الجماعات السائدة باتجاه التحديث على النمط الغربي ككوريا و تايوان وسنغافورة.

تصيب الحسابات المقارنة فيما يتعلق بأداء البلدان الإسلامية-كما تعكسها هذه الإحصائيات- المرء بصدمة، في تصنيف الاقتصاديات- بحسب الإنتاج المحلي الإجمالي- تأتي تركيا أعلى بلد ذي أغلبية مسلمة بسكانه البالغ عددهم 64 مليون بالمرتبة الثالثة و العشرين بين النمسا و الدانمرك وسكان كل منهما 5 ملايين، ثم تأتي اندونيسيا ذات 212 مليون نسمة في المرتبة الثامنة والعشرين بعد النرويج ذات 4.5 ملايين، تليها السعودية ذات 21 مليون نسمة في القوة الشرائية المقارنة تأتي اندونيسي كأول بلد مسلم بالمرتبة الخامسة عشرة، وتليها تركيا في المرتبة التاسعة عشرة أما أعلى بلد عربي فالسعودية التاسعة و العشرين وتليها مصر في مستوى المعيشة كما يعكسه الإنتاج المحلي الإجمالي للفرد، تأتي قطر أول بلد مسلم في المرتبة الثالثة و العشرين تليها الإمارات في المرتبة الخامسة و العشرين و الكويت في المرتبة الثامنة و العشرين.

وفي التعليم تأتي مصر في المرتبة 112 ثم المغرب 130 فالعراق 129 مقارنة مع النرويج ذات المرتبة الأولى في جودة التعليم.وتأتي تركيا في الابتكار و التكنولوجيا في المرتبة 90 ولا تجد الدول العربية إلا السعودية في المرتبة 57.

ويكشف تقرير آخر عن تطور الإنسان العربي أعدته لجنة من المثقفين العرب ونشر برعاية الأمم المتحدة عن تناقضات صارخة، فمجمل ما يترجمه العالم العربي مجتمعا سنويا حوالي 330 كتاب يعادل خمس ما تترجمه اليونان وحدها، في حين تخطى حاجز الإنفاق العسكري للدول العربية 330% عام 2010 .ولو التفتنا إلى النخبة المثقفة، فان الفاجعة اكبر بكثير، فحسب احد التقارير عن نسبة الاستشهادات بالمقالات وبأوراق العلم لكل مليون من السكان بالنسبة للعلماء و الباحثين كانت مصر في عامود (مقالات استشهد بها 40 مرة فأكثر) لمرة واحدة. وتكرر الاستشهاد بنسبة 0.02 %، ثم السعودية و الكويت و الجزائر بنفس النسبة. واختفت الدول العربية الأخرى من الجدول، بينما كانت سويسرا بعدد 523 وتكرارات بمعدل 79.90% .

وفي تصنيف 155 بلدا على أساس الحرية الاقتصادية كانت دول الخليج بترتيب حسن، فجاءت البحرين رقم 9 و الإمارات العربية 14 و الكويت 24 لكن الأداء الاقتصادي للعالم العربي وبصورة اعم للعالم الإسلامي يظل متواضعا نسبية استنادا إلى البنك الدولي فكان معدل الدخل السنوي عام 2000 للبلدان الإسلامي من المغرب إلى بنغلادش نصف المعدل العالمي.

وفي تقرير الناتج المحلي الإجمالي التابع لالتقرير الاقتصادي العالمي لأبريل 2012، صندوق النقد الدولي. وفي تقرير للــ “The economist” عن الناتج الإجمالي المحلي لعام 2013 ظلت الدول العربية متأخرة.

يمكنكم مراجعة المصادر الوارد ذكرها في المقالة بالنسبة للتقارير الاحصائية : 

تقرير التنمية البشرية لعام 2013 ، الصادر عن برنامج الامم المتحدة الانمائي.

The World Bank: World Development Indicators database. World Bank. 27 September 2010

The fastest-growing economies of 2013, economist, Jan 2nd 2013, 16:07 by J.A. ترجمة عمر سيروان

World Factbook (2013-14 edition) Central Intelligence Agency

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s