“تفاحة الشيطان”
خرافات واساطير الطب

امتاز الطب في العصور الوسطى باقترانه بالخرافات و الاساطير لاسيما فيما يتعلق بالرغبة بالخلود و البحث عن اكسير الحياة والعلاج الجراحي الذي كان يقضي بالانهاء على حياة الانسان مقابل انهاء الامه، وارتباط الطب ايضا بقضايا عقائدية بين تحريم للتطبيب و استعمال للسحر وغيرها من الخرافات .
اعتقد الناس في القرون الوسطى بالقوة السحرية لنبات (اليبروح) او تفاحة الشيطان ، ونشأت حولها الكثير من القصص ولاسيما الجمعيات السرية التي اعتقدت بان هذه النبتة لها سر الخلود ويصنع منها باعتقادهم(اكسير الحياة)، ولهذا كان الوصول اليها من الصعوبة بمكان ، واثرت هذه الظاهرة على الطب ذاته في العصور الوسطيى، ثم انتقل ذلك التأثير الى عصر النهضة اذ عثر في اشارات تاريخية لدى بعض اطباء منتصف القرن العشرين في الدليل الصيدلي Martindale’s Extra Pharmacopoeia . وبغض النظر عن الدوافع و الذرائع فان الموضوع مثير للكشف عنه فهناك جوانب لطيفة يمكن التعرف عليها اذ لعبت دورا قويا في تفاحة الشيطان كالخصائص الدوائية لها والتي هي حقيقية اذ يحتوي على مركبين كيماويين هما “السكوبولامين” و”الهيوسيامين”. وتكمن اهمية التفاحة في اعتبارها صورة لجوهر الطب في العصور الوسطى وكيفياته انطلاقا من الموضوع الذي شغل العالم منذ زمن بعيد حتى اليوم وهو اسرار الحب و الخصوبة والنوم. ولان الزوجات العقيمات تم اعتبارهن لعنة الهية لدى اليهود و المسيحيين، فان افضل وسيلة لتصيحيح والتأثير على الناس هو باستخدام الكتاب المقدس نفسه الذي اعتبر المرأة العقيمة لعنة، فقد نجح ماندريك في ايجاد اشارات لتفاحة الشيطان في الكتاب المقدس من اجل الخصوبة بعد ان استنفذت كل الحيل. واستنادا الى الكتاب المقدس و قدسية النبات تصف القديسة هيلدغارد كيفية استخدام نبتة تفاحة الشيطان فتقول : اذا كان الرجل يعاني من الام في رأسها فليأكل من رأس هذا النبات، واذا كان يعاني من عنقه فليأكل من عنق النبات، واذا كان يعاني من ظهره فيأكل من ظهرها،ومن كان يتألم من ذراعه يأكل من ذراعها،وان كانت يده تؤلمه فليأكل يدها وان كانت ركبته تؤلمه فليأكل ركبتها، واذا كانت قدمه تؤلمه فليأكل قدمها، واي عضو يؤلمه فليجد العضو المماثل له في التفاحه وليأكله.