رسائل ابيقور في نقد العقل الديني
النصوص مرسلة بشكل خاص الى :
Historical Research Services
ترجمها عن الفرنسية: Charles Baudelaïre
رسالة من أبيقور الى ايدوميني :
هذا هو أسعد و آخر يوم في حياتي أكتب فيه هذه الرسالة ، أمعائي و مثانتي تسبب لي معاناة لا توصف ، لكن للتعويض عن كل ما عندي من الآلام ، أود أن أرسم الفرح الكبير في ذاكرتي ما سيبقى من كتبي و خطاباتي ، أطلب اليكم باسم تعلقك بي و بفلسفتي ، باسم التعاطف الذي أظهرتموه لي منذ شبابك ، أن ترعى أولاد مترودور.
رسالة من أبيقور الى صديق مجهول بخصوص الدين :
لا يوجد أي معنى عندما نلاحظ الالتزامات الدينية المعتادة ، على الرغم من أن تقديم الهدايا تكون في فرص مناسبة ، مثل ما قلت ، شيء خاص بالنسبة للطبيعة ، وليس علاوة على ذلك ، عندما يردد الواحد أو الآخر : ” أخشى الآلهة ، و أشرفهم ، و أريد أن أخسر كامل ثروتي لتقديم هدايا و تكريس عروضها ” ، قد يكون مثل هذا الرجل أكثر ثناءا من الآخرين مع كل هذا لم يقم بطلب وضع مؤسسة للتقوى ، أنت تعرف يا صديقي أن الهدية الأكثر جمالا هي أن يكون لك تصور واضح للأمور ، هذا هو الشيء الأفضل على الاطلاق الذي يجعلنا نستطيع قادرين على الابتكار.
اعجب بهذا الفهم الواضح للعقل ، قدس هذه الهدية ، بعد ذلك ، لا يجب عليك أن تكرم الآلهة لأنك تفكر ، من خلال هذه الوسيلة ، تكسب رضاهم ، كما تتخيل عندما تقوم بأعمال التقوى ، لكن فقط بالمقارنة مع السعادة الخاصة بك ، سترى كيف هي في عقيدتنا ، حالة الآلهة الأكثر تبجيلا ، عندما تضعها موضع التنفيذ بخصوص المذهب الأكثر جدارة بالثقة ، كسبب يضمن لك ذلك ، والذي يحل لك تقديم الهدايا للآلهة ، سيقوم هذا الشيء باعطائك الثقة والذي ينظر اليه بكل سرور ، إذا كان أتى في الوقت المناسب، كما كنت وضعت في العقيدة الشرف الخاصة بك لاستخدام الملذات الحساسة التي هي مناسبة لهذه المناسبات، وبالإضافة إلى ذلك كنت استعيبها بأي شكل من التقاليد الدينية. الاستعداد للخلط أوللخوف من الآلهة أو افتراض أن القيام بذلك سوف تجذبهم
في الحقيقة، و باسم زيوس (كما نحب أن نقول)، ماذا لديكم للخوف من ذلك؟ هل تعتقد أن الآلهة يمكنها ايذاؤك ؟ ليس هناك شيء واضح لتقليصهم ؟ ثم كيف لا وسوف تبدو الألوهية كشيء بائس إذا تم مقارتنها معكم ، هل ستبدو أقل؟ أو هل تعتقد أن، من خلال تضحية الآلاف من الماشية، يمكنك، إذا ارتكبت أي مخالفات، استرضاء الاله ؟ أو أنه سوف يأخذ في الاعتبار التضحية ، كرجل، سوف يمنحك جزءا – قليلا – من الضرر مما لا شك فيه ، أن الرجال يقولون أنه يجب الخوف من الآلهة و تشريفهم عن طريق هذه الهدايا ، عن طريق القبائل التي تحملها اليهم ، وان الآلهة لا تهاجمهم لذلك، كانوا يعتقدون، إذا كان هذا الظن صحيحا ، و بأي طريقة لا يصابون بأي شر ، وإذا كان هذا خاطئا ، فالشرف الذي يجعل الآلهة قوية ، سيجعل جميع السكان بخير . ولكن إذا كانت هذه علاقات وثيقة: بين الآلهة والرجال، سيكون في الحقيقة من سوء حظ عظيم لأن هذا العمل سوف ينشأ حتى ما بعد القبر ، بعد مراسم الجنازات عندما يتم حرق الجثة , . ومنذ ذلك الحين، حتى تحت الأرض، سوف يصاب المرء بالشر و سينبغي معاقبته. الى جانب ذلك، لا أملك أن أقول كيف أن الرجال يتسولون لصالح الآلهة، في خوفهم من إهماله من قبلهم (لأنهم يعتقدون أن الآلهة ستزيد في التواصل معهم و ستدخلهم في الأسفل الى معابدهم و ليس أكثر من التنوع و التعدد في تصرفاتهم فيما يتعلق بالشر و الخوف من العقاب . لهذا كله، في الحقيقة يظهر كما وهم من هؤلاء الناس، بالمقارنة مع مذهب من أولئك الذين يعتقدون أن هناك حياة سعيدة جدا ، لا نعترف أن الموتى يعيشون أقل احتمالا من تلك المعجزة التي قالها أفلاطون
رسالة من أبيقور الى ايدوميني :
في حالتي المرضية ، مقابلاتي لا تلبس أبدا معاناة جسمي الفقير – أنا لا أتكلم عن أولئك الذين يجيئون لرؤيتي- لكن واصلت رعايتي للمبادئ المتعلقة بالأسئلة الطبيعية ، باحثا عن معرفة كيفية التفكير ، عندما نشعر بعواطف الجسد ، تبفى – الفكرة – خالية من المعاناة و تحافظ على نفسها ، لم أقدم فرصة للأطباء للتملق نتيجة لذلك ، بينما تستمر حياتي في فرحة,,, و سعادة
ايدوميني دو لامباسك : فيلسوف اغريقي ولد سنة 325 قبل الميلاد و مات سنة 270 قبل الميلاد ، كان تلميذ و صديق أبيقور ، وصف من قبل صاربون أنه : ” واحدا من الرجال الماهرين من مدينة لامباسك
أبيقور : فيلسوف اغريقي ، ولد في نهاية سنة 342 أو بداية 341 و مات سنة 270 ، هو مؤسس الأبيقورية ، واحدة من أهم المدارس الفلسفة الاغريقية في القديم ، ، فيزيائيا يؤكد على أن جميع الأشياء تمتلك ذرات غير مرئية ، خاصة الروح التي كانت من الأشياء المتعلقة بالذران ، وليس جوهرا روحيا ، خصوصا عند تلميذه لوكراس . في علم الأخلاق دافع هذا الفيلسوف الاغريقي على فكرة أن الخير الأسمى هو لذة ، معرفا ذلك مثل غياب الآلام . في الابستمولوجيا ، أو علم المنطق ، يعتقد أبيقور أن الاحساس هو أصل جميع المعارف و يعلن في ذلك الأبيقورية…
المصدر :
Diogène Laërce, Vie, doctrine et sentences des philosophes illustres, Livre X, 22 (trad. Genaille). Cette lettre est la dernière d’Épicure, écrite « au moment même de sa mort » (D.L.).