مستشرقة أميريكية. ولدت في ألمانيا عام 1934م لأبوين يهوديين واصلت مارجريت دراستها الجامعية في «نيويورك» بكلية الآداب، لكنها مرضت فانقطعت عن الدراسة سنتين، والعجيب أنها استطاعت بهمتها ودأبها أن تتصل بشخصيات إسلامية رفيعة القدر في عصرها، فقد أرسلت لـ«البشير الإبراهيمي» في الجزائر، و«سعيد رمضان» في «جنيف»، والأستاذ «سيد قطب» في سجنه بالقاهرة رحمة الله عليهم جميعاً.
كانت نقطة التحوُّل في حياة مارجريت هي صلتها بالأستاذ «المودودي» ــ يرحمه الله تعالى حيث أرسلت له رسالة على عنوانه في باكستان، فما راعها إلا مجيء الجواب بعد قرابة شهرين، فسرت به أيما سرور، واستمرت المراسلات بينهما قرابة ثلاث سنين.
ثم شرح الله صدرها للإسلام في سنة (1961م) فذهبت إلى إمام مسجد في «بروكلين» في «نيويورك» وأسلمت على يديه، وسمت نفسها بـ«مريم جميلة».
عانت مارجريت من إهمال والديها وإعراض السفارات والمراكز العربية في أمريكا عنها و أحست بالغربة في مجتمع سادته قيم تتعارض مع الإسلام .
وكان الأستاذ «المودودي» قد عرض عليها مراراً أن تنتقل إلى باكستان لكنها كانت مترددة، ثم بعد كل الذي جرى لها قررت الذهاب ، وفعلاً حزمت حقائبها وتركت «نيويورك» 1962م واتجهت إلى «لاهور» بالباخرة!! فيا لها من رحلة شاقة لكن الإيمان العظيم يذلل المصاعب والمشاق.
ثم إنها وصلت «لاهور»، وعاشت فيها إلى أن وافاها الأجل عام 2012.
«مريم جميلة» تلك اليهودية الأمريكية التي هداها الله تعالى للإسلام في سياق عجيب، وفي زمن لم يكن فيه للمسلمين رواج ولكنها الهداية، لا تعرف الحواجز، ولا تقف دونها العقبات، وتنفذ إلى القلوب نفاذ الشمس إلى الأرض، وتسري إلى العقول سريان الضياء إلى الظلام.
كتبت إلى والديها عام 1983 رسالة قالت فيها:: “لابدَّ أن تعرفا أنَّ المجتمع الذي نشأنا وعشنا فيه كل حياتنا يشهد حالة من التفسخ السريع، وهو الآن على شفا الانهيار، إنَّ أمريكا الآن تكرار لروما القديمة في المراحل الأخيرة من انهيارها، والأمر نفسه يصدق على أوروبا وأيّ مكان تغلب عليه الثقافة الغربية، لقد فشلت العلمانية والمادية أن تكونا أساسًا لنظام اجتماعي ناجح.
من أهم كتبها :
الإسلام والاستشراق
الإسلام والمجتمع الغربي