نصوص مترجمة من كتاب
Iraq War Among World’s Worst Events
Ever More Shocked, Never Yet Awed
By David Swanson
ترجمة : عمر جاسم
بدأت ممارسة قصف المدنيين كوسيلة مفترضة لكسب الحروب في الحرب العالمية الاولى ، حين ادعى البريطانيون ان هذه الممارسة كان لها تأثير كبير في تحطيم الروح المعنوية للعدو الالماني .
لم يتم العثور على اي استطلاع ما بعد الحرب يدعم هذا الادعاء ، وقصفت بريطانيا في افغانستان ومصر و الهند و اليمن و الصومال و العراق .
يمكن فهم حجم التفجيرات الاولى على العراق والتي استمرت عشر سنوات من خلال عدة امثلة .
في 10 يوليو 1922 استخدمت بريطانيا 19 طائرة لمهاجمة راوندوز والقت 400 جالون من الغازولين تلتها قانبل حارقة واستمر هجوم الطائرات لمدة ثلاثة ايام اخرى .
وعلى مدى اربعة ايام تم القاء خمسة اطنان من القنابل على المدينة ، في 30 نوفمبر الى 1 ديسمبر 1923 قصفت الطائرات البريطانية السماوة والقت 25 طنا من القنابل اضافة الى 8600 قنبلة حارقة و 150000 طلقات ذخيرة حية .
تم تدمير المدينة بالكامل ، وكان التقرير يشير الى 9000 شخص قتل في التسعة اشهر الاولى من السنوات العشرة الاولى للقصف وهذا الرقم على الارجح هو الرقم الحقيقي .
في عام 1924 كان سلاح الجو البريطاني يبرر امام البرلمان تماما كما هو الحال مع البيت الابيض الامريكي عام 2013 ، خلف سلاح الجو الملكي عام 1924 مساحة من الارض غير صالحة لاي شيء وصفت بــ “ورقة بيضاء”.
بين عامي 1935-1936 قصفت ايطاليا اثيوبيا بقنابل حارقة وكيمياوية . ودافع ونستون تشرشل عن استخدام القنابل الكيمياوية ضد العراقيين ، وكان هو وراء الموافقة على قصف المدنيين الالمان في عام 1937 في الحرب العالمية الثانية .
في عام 1937 قصفت المانية جورنيكا(قرية اسبانية) وقصفت اليابان الصين بداية عام 1938 بقنابل كيمياوية وقنابل عنقودية لايزال ضررها قائما الى اليوم .
شهدت الحرب العالمية الثانية اعلى مستويات الغارات الجوية على المدنيين ، بما في ذلك القنابل الضخمة الامريكية و البريطانية على المانيا واليابان ، فضلا عن الاستخدامات الاولى و الثانية للقنابل النووية على المدن .
ان الاستخدام الوحشي لقصف المدنيين يدل على ان الحكومات لاتبالي حتى بمواطنيها وان سباق التسلح وتطور الطائرات سيؤثر حتما على جنسنا البشري .
في عام 1941 دعا الرئيس الامريكي فرانكلين روزفلت بريطانيا لقصف المدن الالمانية (لكسر الروح المعنوية الالمانية) وكانت الخطة تقول باشراك المدنيين وتحويلهم الى جنود في اراضيهم ضد حكومتهم من خلال الانهيار المعنوي فيهم .
برر الامريكان ذلك بان القصف سيؤدي الى اغراق مئات من الناس تحت الانقاض وان ذلك سيخفف العبء على الجنود ، فهو قتل سريع دون الحاجة لاطلاق رصاصة من الجندي .كما انها تخفف (روح الكراهية) والمشقة وتقلل الاثر النفسي على الجندي حين يقتل انسان من مسافة قريبة . فصدمة التفجير الاولى سرعان ما تزول .
في عام 1996 صاغ هارلان اولمان و جيمس بي عبارة ( الصدمة و الرعب) وأكدوا بان القصف من اكبر العوامل التي تؤدي الى انهيار اي امة وقالوا بان القصف فيما مضى لم يكن مؤثر ومكثف بما فيه الكفاية ، ودعيا الى تكثيف القصف على المدن بشكل اكبر .
حملة (الصدمة و الرعب) بدأت في 2003 وتم تطبيق هذه العبارة بشكل مباشر في اول غارة جوية في 19 مارس التي كان من المفترض ان تقتل صدام حسين ، لكنه لم يكن موجودا في المكان . واخطأ القصف هدفه .
استمرت الهجمات على علو منخفض حتى الساعة 1700 UTC من 21 مارس . بينما بدأت حملة قصف اخرى مع 1700 طلعة جوية ، وبحلول 15 ابريل 2003 وفقا لهيئة الاذاعة البريطانية كان هناك 41000 طلعة جوية و 15500 هجوم بري والقيت 27000 قنبلة.
وان اعلى نسبة قصف على العراق كانت في عام 1991 وفقا لبي بي سي 120000 هجوم و 40000 هجوم بري و 265000 قنبلة القيت .
وبحلول 30 ابريل / نيسان 2003 ذكر الجنرال مايكل موسلي ان هناك 29200 غارة جوية خلال الحرب على العراق عام 2003.
ان عدد القنابل لم يعد مؤثرا مقارنة بتأثير قنبلة واحدة التي تقارن بالاف القنابل في زمن الحرب العالمية الاولى و الثانية ، وقد كتب نيكولا ديفيز مؤخرا : “
احد ابرز خبراء العالم الرائدين في مجال الاسلحة الجوية روب هيوسون ومحرر مجلة جين للاسلحة قدر ان 20 الى 25 % من الاسلحة الفتاكة بعدد 19948 والتي استخدمت في (الصدمة و الرعب) في الهجوم على العراق عام 2003 قد اخطأت اهدافها تماما ،وفقط 9251 من تلك القنابل وبنسبة 56% من مجموع 29199 من اسلحة (الصدمة و الرعب) مطابقة لمعايير الدقة العسكرية . والبقية تضرب في مجال دائرة نصف قطرها 29 قدم ما يعني حتميةالخطأ في الهدف “
اضافة الى هذه الاحصائيات من اخطاء الجيش الامريكي ، فان القول بان استهداف المدنيين كان واحدا من الاساليب الامريكية ، واشار احد ضباط سلاح الجو الامريكي من المخططين لعملية عاصفة الصحراء : “انتم لاتعترفون بان تلك الاسلحة كانت لاتؤثر على الانسان بشكل مباشر فحسب بل هي تؤثر على متطلبات حياة الانسان”
ان ما كنا نقوم به فعليا في مساعدة الشعب العراقي هو تسريع الهجمات لتسريع تأثير العقوبات على العراق .
ان سلاح الجو الامريكي هو القاتل الرئيسي في حروب الولايات المتحدة ونحن نشهد زيادات مطردة في الغارات الجوية الامريكية من فيتنام والعراق الى افغانستان ، ويشرح ديفيز متسوى الهجمات في الحرب الاخيرة على العراق : “
القت الولايات المتحدة 17500 قنبلة خلال الحرب على افغانستنا في عام 2001 ، , 29200 ضربة جوية على العراق في 2003 ووجهت 3900 ضربة جوية خلال الثمان سنوات التي تبعت الحرب .”
وان ادارة اوباما هي المسؤولة عن 18274 ضرية جوية على افغانستان منذ عام 2009 بما لا يقل عن 1160 طائرة بلا طيار . ووجهت امريكا الى العراق عام 2009 ما لايقل عن 116 ضربة جوية والتي لم يعلن عنها الجيش ، مقابل ذلك كانت هناك 1460 ضربة جوية ضد ليبيا عام 2011 ، في حين ان الجيش الامريكي لا ينشر الهجمات السرية على البلدان الاخرى ، وطبقا للتقارير فان هناك ما لايقل عن 303 غارة على باكستان و 125 في اليمن و 16 في الصومال.
وبغض النظر عن القصف الاولي لافغانستان في 2001 و عملية (الصدمة و الرعب) على العراق في اذار ونيسان ، فان ادارة اوباما استمرت في سلسلة القصف الجوي فقد بلغت بنسبة ما يقدر ب 3-4 غارات في الساعة .