ترجمة فصل من كتاب :
Iraq War Among World’s Worst Events: Ever More Shocked, Never Yet Awed By David Swanson
الاضرار التي نجمت عن حرب العراق لا حصر لها ، في كثير من الاحيان لا يمكن احصاءها ، احيانا يكون من غير المجدي مقارنتها بالحروب الاخرى التي حصلت ، فهناك موت ، اصابات ، حالات نفسير ، حالات مزمنة ، عيوب خلقية ، اضرار بيئية ، انهيار البنى التحتية ، اضرار اقتصادية ، الاضرار التي لحقت بالتراث الحضاري و الثقافي للعراق ، انهيار السياسة ، خلق الكراهية ، ازمات لاجئين ،، اثار عنف في الاجيال اللاحقة ، عداء ، ، جرائم ، خروج القانون عن مساره ، وكل هذا وتتذرع امريكا بانها تحت طائلة “الطواريء” في زمن الاحرب ، ان امريكا استبدلت كل الانظمة الانسانية بنظام الحرب وسيرت كل ذلك لمصلحة حربها فقط.
لايمكن قياس الضرر ، لكن سنحاول على الاقل احصاء ما يمكن احصاءه ، وافضل طريقة للبدء هي مع احصاء عدد القتلى ، اعتاد الجيش الامريكي على اعلان الموت كدليل على التقدم في الحروب ، والمبالغة في اظهار انتصارهم ، الان يحتفظ الجيش الامريكي باعداد القتلى ولكن (السرية ) غير المعلنة ، لتقليل وحشيتهم ، ويرفضون الاعلان او حتى الاعتراف بها لاسيما للباحثين المستقلين ، ان اعتبار تحديد اعداد الوفيات بشكل يتلائم مع النصر المحرز هو سياسة امريكية مستخدمة في الجيش ، ويعتبر من وجهة نظرهم ايجابيا ، ولكن اذا فكر احدنا للحظة : اذا كانت الولايات المتحدة قد وضعت اي قيمة على حياة اولئك الذين يعيشون في البلدان المحتلة ، فهل عدد الوفيات غير المعلن يفوق الضرر الذي تقوم به امريكا خلال الحرب ؟
ان قيمة ماتضعه امريكا من اعتبار على الناس خارج الولايات المتحدة لايزال حتى اليوم كما كان عليه في فيتنام بالضبط : صفر . هذه الحقيقة الواضحة و المؤلمة ، وكذلك ما جرى بشأن الطائرات الامريكية بدون طيار التي تقتل ولاينسب الضرر الذي احدثته لاحد فلاتشريع قانوني يجرم طائرة من دون طيار ، فالولايات المتحدة لاتكترث لغير الامريكيين ولاتعبر عن قلقها ازاء ذلك .
وبطبيعة الحالة فان الازدواجية الامريكية تظهر جليا في مواقف كثيرة ، فقد اشار ديفيد بيترسون في بلاغ لي : ان من يموتون من اجل الولايات المتحدة ومصالحها هم وحدهم من يستحقون الدعاية و الاعلام” وهذا ما اثبتوه حين قتل ندا اغا سلطان في شوارع طهران اواخر يونيو حزيران 2009 ، فقد حظي باطنان من التغطية الاعلامية و التعاطف الامريكي و الغضب اللانهائي الموجه ضد النظام الايراني.
وقال : ان الولايات المتحدة عندما تشن حربا (رسمية ومشروعة ) على دولة ما ، فان نسبة الضحايا في حساباتها (صفر) ، ولكن عندما يرتكب من شنو عليه الحرب فان امريكا تشنعه سواء بحقيقة او افتراءات وتصرح باعداد الضحايا و الجرائم التي ارتكبها ذلك النظام ولاتميز بين الامريكي وغيره في ذلك وتبدأ وسائل الاعلام باعتبار حتى اصغر الاخطاء بانها ) (خطأ مأساوي ) ويتم تصويرها على انها جريمة تنبع من الشر المتأصل للعدو مع السخط الاخلاقي المرافق له.
وجد باحثون في جامعة جونز هوبكنز ان ما بين 18 مارس 2003 و يونيو 2006 كان هناك 654965 حالة وفاة اضافية في العراق ، والتي كانت مقررة ان 601027 ناتجة عن العنف الداخلي .لذا فان تجنب الحرب كان سينقذ 654965 انسان ، ولكن انهاء العقوبات و تجنب الحرب كان سينقذ المزيد من الناس . فضلا عن التنامي الذي قد يحدث اذا رفعت العقوبات عن العراق وتم الانفاق على البنى التحتية و المشاريع المستدامةلكان قد انقذ اكثر من ذلك بكثير ، وبالطبع كان العنف في ذروته وبعيد عن التوقف عندما توقفت هذه الدراسة في 2006 .
استخدم مايك فيرنر نسبة محددة لعدد سكان العراق وكانت (24 مليون نسمة) ورأى ان اول خسارة متناسبة مع العراقيين الذين قتلوا وعددهم 654,965 اذا اسقطانها على الولايات المتحدة الامريكية و اسقطنا ذات الاحداث عليها وبفترتها الزمنية فهذا يعني قتل كل شخص في اتلانتا و دنفر وبوسطن وسياتل وميلواكي وفورت وورث وبالتيمور وسان فرانسيسكو ودالاس وفيلادلفيا، وسيصاب كل شخص في ولايات فيرمونت وديلاوير وهاواي، ايداهو، ولاية نبراسكا، نيفادا، ولاية كانساس، ولاية ميسيسيبي، ولاية ايوا، ولاية أوريغون، ولاية كارولينا الجنوبية، وكولورادو.
اما الابحاث التي قام بها البريطانيون فتقول ان مابين مارس 2003 و اغسطس 2007 كان هناك 1,033,000 حالة قتل نتيجة العنف في العراق.
كما اخفت هيئة الاحصاء العراقية العدد الحقيقي للوفيات واعترفت بصراحة ان الكشف عن الاعداد الحقيقية يؤدي الى خلق فتنة اكبر ، ونحن نحاول التقريب بين السياسات العراقية و الامريكية لا زيادة الشرخ بينها وكان العدد المصرح به للقتلى العراقيين تقريبا 1,455,590.
وبهذا فان وفيات العراقيين قد فاقت بشكل لايوصف الاعداد التي حدثت في حرب الخليج الاولى 1991 والتي كانت (13000) قتل مباشر من قبل القوات الامريكية و القوى المتحالفة معها ، و (70000) توفيوا لاحقا متأثرين بالجروح ، وحوالي 500000 حالة وفاة اضافية للاطفال دون سن الخامسة حسب احصاء اليونسيف .
واستخدم الدكتور جيدون بوليا بيانات الامم المتحدة والتي اذاستخدمناها ستكون الوفيات للاطفال دون سن الخامسة في العراق 4.4 مليون و واذا تجنبناها ستكون النسبة 2.1 مليون من 1990 الى 2009 ، وبهذا وجد ان 2.5 مليون مجموع من قتلوا بعد 2003 من الاطفال الرضع وحتى مع هذه الارقام فان بوليا يقول ان العدد الحقيقيي اكبر من هذا بكثير.
كما شمل القتل و القضاء شبه التام على بعض الاقليات في العراق ، منهم المسيحين الذين قتلوا وطردوا والمندائيين الذين انخفضت اعدادهم من 40000 الى 5000 واليزيديين و الشبك و كذلك الفلسطينيين الذين تعرضوا كلهم للتطهير الجماعي.
كل ذلك وبالمقارنة مع الجيش الامريكي و اعداد قتلاه الذين بلغوا حسب الاحصاءات الرسمية 4489 وكانت الاقل بين مجموع قوات التحالف من بقية العالم .
وليت الامر توقف على ما احدثته الحرب ، بل ان الموت سيستمر في العراق بدون فعل فاعل بل بسبب الاسلحة الكيماوية التي استخدمتها امريكا في العراق و قنابل النابالم و السموم و العنقودية .