“معرض نينوى الدولي للكتاب لم يكن دوليا” ، عمر جاسم
افتتحت محافظة نينوى معرضا “دوليا” للكتاب في من 20-آذار برعاية محافظ نينوى اثيل النجيفي .
عندما نسمع عن وجود معرض دولي للكتاب يقام في دول عربية كثيرة اول ما يخطر على بالنا قولنا ليت هذا المعرض يفتتح في مدينتا ، فالكتاب هو الرفيق الاكثر قربا للباحثين و الاكاديميين ولان الكتابة التاريخية و العلمية دائمة الحاجة الى المؤلفات الجديدة و الكتب التي لاتتوفر في بلادنا لذا فان معرض الكتاب هو النافذة الاوسع للحصول على هذه المؤلفات .
لذا كان معرض نينوى الدولي طريقا لتحقيق تلك الاحلام التي تراودنا في رحلة البحث عن الكتاب .
ولكن هل حقا حقق هذا المعرض الطموح ؟ هل كان هذا المعرض دولي ؟ ما قيمة الكتب التي شاركت في المعرض ؟ ما قيمة دور النشر التي شاركت ؟
اقيم المعرض في نقابة المعلمين ، في قاعة صغيرة جدا ممرين فقط .
قمت باحصائية عن الكتب ودور النشر في المعرض بمبادرة شخصية .
شارك في المعرض 103 دار نشر عربي و عراقي و اجنبي، معظمها بالوكالة .
على النحو الاتي :
سوريا : 12
لبنان : 9
مصر : 22
الاردن : 10
العراق : 7
دار الزمان وضمنها مجموعة دور نشر : 35
دور نشر اجنبية متعددة : 8
عدد العنواين المطروحة في المعرض : (بشكل تقريبي) 12800 عنوان
العناوين المكررة في دور النشر المختلفة بنسبة 60 %
تحت هذه الفروع :
اثار : 2%
اجتماع ، ادارة ، علوم : 9%
اسلاميات واديان : 12%
اعلام ، تراجم ، مكتبات ، فهارس : 3%
تاريخ وتراث : 8%
رحلات : 1%
زراعة ، حيوان : 4%
سياسة ومذكرات : 11%
فلسفة وتصوف : 4%
فنون : 9%
قانون : 6%
قبائل وانساب : 23%
معاجم وقواميس : 3%
موسوعات : 2%
اسماء بعض دور النشر التي حضرت بنفسها :
الدار العربية للموسوعات ، حيث ذكر مندوبهم السيد اسماعيل الطويل ان هذا المعرض لا يرقى لان يكون دولي ، ونحن نادمون على مجيئنا اليه .
ويظهر من هذا المعرض ان وكيل واحد على سبيل المثال مكتبة منار قد ضمت تحتها ما يقارب 8 دور نشر . ايضا دار الزمان الذي ضم 35 دار نشر اضافة الى دار دجلة الذي ضم ما يقارب 15 دار نشر .
وهكذا فان رسالة المعرض التي عرف بها منشوره الاول : “تأمين إجراء لقاءات وحوارات بين الناشرين والقارئ. وبينهما وبين المسؤولين عن شؤون الثقافة والتعليم، للتفاعل في كل ما من شأنه توسيع دائرة القراءة وحركة النشر.” قد اختفت تماما .
كما ان المعرض لم يضم بين طياته الا النزر اليسير من الكتب الحديثة .
وفي مقابلة مع احد اعضاء اللجنة التنظيمية للمعرض (واثق الغضنفري) علل اختفاء الكثير من دور النشر بالعامل الامني ، وقال ان 6 دور نشر مصرية امتنعت عن الحضور بسبب الاوضاع الامنية المضطربة في بغداد بسبب التفجيرات ، وقال ان دار نشر لبناني تعرض للاحتجاز في سوريا.
وجدير بالذكر ان المعرض خلا من اي منشورات وكتب تعريفية بالمعرض او بدور النشر المشاركة مما يجعله امرا ارتجاليا لا تنظيم فيه . ولم يطبع المعرض سوى جريدة يتيمة لاتمت للمعرض بصلة انما استعرضت بعض الامور البعيدة عن المعرض .
هل خلت نينوى من الكفاءات العلمية و الاكاديمية و الثقافية ليسمحوا لمثل هذا المعرض الهزيل بان يمثلهم في المحافل الدولية و العلمية ؟
ترى هل سيكون المعرض القادم دوليا ؟
حتى ذلك الحين نتمنى ان يعطى الخبز لخبازيه .